يأكلوا من لحمه، فعرّضوا له بذبح العجل فلم يجبهم إلى ذلك، فاتّفقوا جميعا على أن قالوا له ذات يوم:
- «ويحك لم تربّى هذا الأسد هذا سبع وقد كبر والسبع إذا كبر يرجع إلى جنسه.» فقال لهم:
- «ويحكم هذا عجل ما هو سبع.» فقالوا له:
- «هذا سبع، سل من شئت عنه.» وقد كانوا تقدّموا إلى جميع من يعرفونه فقالوا لهم:
إن سألكم عن العجل فقولوا: هذا سبع.
فكلّما سأل الرجل إنسانا قال له:
«هذا سبع.» فأمر بالعجل فذبح. ولكن أنا ذلك العجل، كيف أقدر أن أكون أسدا؟ الله الله فى أمرى اصطنعتنى وشرّفتنى وأنت سيدي ومولاي أسأل الله أن يعطف بقلبك علىّ.» قال حمدون: فقمت وانصرفت وتركت الطبق على حاله لم يمسّ منه شيئا. ثمّ ما لبثنا إلّا قليلا حتى قيل: إنّه مات.
فقال المعتصم:
- «أروه ابنه.» فأخرجوه فطرحوه بين يدي ابنه، فنتف لحيته وشعره، ثمّ حمل إلى منزل إيتاخ ثمّ صلب على باب العامة ليراه الناس ثمّ طرح مع خشبته وأحرق وحمل الرماد فطرح فى دجلة.
ووجد فى داره لمّا أحصى متاعه تمثال إنسان من خشب عليه حلية كثيرة