للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن يوجّه رجلا إلى خندق محرز بن إبراهيم لعرض من فيه وإحصاءهم فى دفتر بأسمائهم وأسماء آباءهم وقراهم. فوجّه كامل حميدا الأرزق الكاتب، فأحصى فى خندق محرز ثمانمائة رجل وأربعة رجال [٢٦٩] وأسماء آباءهم وقراهم، فوجّه من أهل الكفّ، فكان يجلب له الغنم من هراة إلى مرو، ومن ربع خرفان [١] ومن ربع [٢] السقاذم. ظم يزل محرز مقيما فى خندقه حتّى دخل أبو مسلم حائط مرو وعطّل الخندق بماخوان وإلى أن عسكر بباب سرخس يريد نيسابور فضمّ إليه محرزا وأصحابه.

نصر يوجّه يزيد لمحاربة أبى مسلم أوّل حرب وقعت بين العباسية وبنى مروان

ثمّ إنّ نصر بن سيّار وجّه مولى له يقال له: يزيد [٣] ، فى خيل عظيمة لمحاربة أبى مسلم، وذلك بعد ثمانية عشر شهرا من ظهوره. فوجّه إليه أبو مسلم أبا نصر مالك بن الهيثم الخزاعي ومعه مصعب بن قيس. فالتقوا بقرية تدعى: آلين، فدعاهم مالك إلى الرضا من آل رسول الله صلّى الله عليه، فاستكبروا عن ذلك.

فصافّهم مالك وهو فى نحو من مائتين من أوّل النهار إلى وقت العصر.

وقدم على أبى مسلم، صالح بن سليمان الضبّى، وإبراهيم بن يزيد، وزياد بن عيسى، فوجّههم إلى مالك بن الهيثم، فقدموا عليه مع العصر، فقوى بهم.

فقال يزيد مولى نصر بن سيّار لأصحابه:

- «إن تركنا هولاء الليلة، أتتهم الأمداد، فاحملوا على القوم.» ففعلوا، فترجّل أبو نصر، وحضّ أصحابه، فاجتلدوا جلادا صادقا، وصبر


[١] . فى مط والطبري (٩: ١٩٥٧) ٢: طرقان. فى آ: خروان.
[٢] . الضبط من الأصل وفى الطبري غير مضبوط.
[٣] . انظر الطبري ٩: ١٩٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>