وأقبلت أعلام للحسن بن الأفشين مع الأعلام التي قد استلبه غلام لشاهك فنسي أن ينكسه، فلمّا رأى الناس العلم الأحمر ومن خلفه توهّموا أنّ الأتراك قد رجعوا عليهم فانهزموا وأراد بعض من وقف أن يقتل غلام شاهك، ففهمه ونكس العلم والناس قد ازدحموا منهزمين وتراجع الأتراك إلى معسكرهم ولم يعلموا بهزيمة أهل بغداد، فحملوا عليهم ووضعت الحرب أوزارها فلم تكن بعد ذلك وقعة.
ذكر السبب فى ذلك كان السبب فى ذلك أنّ ابن طاهر كان يكاتب المعتزّ فى الصلح. فلمّا كانت هذه الوقعة أنكرت فكتب أنّه لا يعود بعدها.
ثمّ أغلقت أبواب بغداد فاشتدّ عليهم الحصار فصاحوا على أبواب ابن طاهر:
- «الجوع، الجوع.» وكان الناس يجتمعون فى الجزيرة التي تلقاء دار ابن طاهر ويشتمونه.
فراسل ابن طاهر المعتزّ فى الصلح واضطرب أمر أهل بغداد فوافى من سرّ من رأى حمّاد بن إسحاق بن حمّاد [٣٩٩] ووجّه مكانه رهينة عنه أبو سعيد الأنصارى، فلقى حمّاد ومحمد بن طاهر فخلا به ولم يذكر ما جرى بينهما.
ثمّ انصرف حمّاد إلى عسكر أبى أحمد ورجع أبو سعيد إلى بغداد وأمر ابن طاهر بإطلاق جميع من فى الحبوس ممّن كان حبس بسبب ما كان بينه
[١] . فى الأصل وآ بدل ما بين المعقوفتين: «التي للحسن بن الأفشين» (بالتكرار) ، مع أنّ العبارة ناقصة. فحذفنا المكرّر واكملنا العبارة بما فى الطبري (١٢: ١٦٢٧) .