وأعلاها، وأنصت إلى هذه الأحدوثة ما أطيبها وأحلاها. وتلك مواهب من الله يخصّ بها من يشاء من عباده والمرء يصيب بحسن التوفيق لا بحوله واجتهاده.» فلمّا توفّى شرف الدولة وانتقل الملك إلى بهاء الدولة استولى أبو الحسن المعلّم على الأمور وامتدّت عينه إلى حاله، وأشار على بهاء الدولة بأخذ نعمته وقبض أملاكه، فقبض عليه وعلى وكلائه وكتّابه وبقي فى الاعتقال الذي يرد ذكره فيما بعد.
وفى هذه السنة خرج أمر بهاء الدولة بإسقاط ما يؤخذ من المراعى من سائر السواد.
وفيها عاد أبو نصر خواشاذه من الموصل بعد إصعاد ابني حمدان إليها.
[ذكر خروج ابني حمدان من [٢٥٨] بغداد وذكر ما جرى عليه أمرهما فى حرب أبى نصر خواشاذه]
لمّا توفّى شرف الدولة شرع أبو طاهر ابراهيم وأبو عبد الله الحسين ابنا حمدان فى الخروج إلى الموصل واستأذنا فى ذلك فوجدا رخصة انتهزا بها الفرصة. فأصعدا بأهلهما أجمعين وعلم من بالحضرة وقوع الغلط فى إصعادهما فكوتب أبو نصر خواشاذه بدفعهما وردّهما.
فلمّا وصلا إلى الحديثة راسلهما أبو نصر بالرجوع من حيث جاءا. فهما إن خالفاه ودخلا البلد قبض عليهما فأجاباه جوابا جميلا ببذل الطاعة وقبول ما يؤمران به. وعاد الرسول وسار [ا] على أثره حتى نزلا بالدير الأعلى.
وثار أهل الموصل على الديلم والأتراك فنهبوا أرحالهم وأخذوا أموالهم وخرجوا إلى ابني حمدان وأظهروا المباينة والعصيان.
فأنفذ أبو نصر من كان معه من العسكر لقتالهم فقامت الحرب بينهم إلى