للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى ان قتل، بعد حديث طويل [١] ومراسلات بينه وبين شيرى بمواطأة العظماء، وبعد تقريع كثير وتوبيخ على ما كان منه في أشياء عدّدوها عليه. فأجاب عن الكلّ بجوابات مقنعة صحيحة لم نذكرها لخروجها عما بنينا عليه غرض هذا الكتاب.

وكان هلاكه بعد ثمان وثلاثين سنة، ولمضىّ اثنين وثلاثين سنة وخمسة عشر يوما من ملكه، هاجر النبي- صلى الله عليه- من مكّة إلى المدينة.

وخلّف في بيت المال يوم قتل من الورق أربعمائة ألف [٠٠٠ بن ٤٠٠] بدرة، سوى الكنوز والذخائر والجواهر وآلات الملك، وفي تلك الكنوز «كنزباذ آورد» [٢] .

ثمّ ملك شيرويه بن أبرويز.

[ذكر عاقبة شيرويه بن أبرويز]

قتل شيرويه أباه، وقتل سبعة عشر أخا له ذوى آداب وشجاعة، [٢٦٥] بمشورة وزرائه، فابتلى بالأسقام، وانتقض عليه بدنه، فلم يلتذّ بشيء من لذّات الدنيا، وجزع بعد قتل إخوته جزعا شديدا، وكان يبكى إلى أن رمى بالتاج عن رأسه، وعاش ما عاش مهموما حزينا مدنفا. وكان الطاعون فشا في أيّامه، فأهلك أكثر الفرس. وكان ملكه ثمانية أشهر.


[١] . أنظر الطبري ٢: ١٠٤٤.
[٢] . گنج ى واذ آورد، گنج باد آورد. (LC.I.S) وگنج باد آورد [أى كنز أتت به الريح] اسم للحن من ألحان باربد. قيل: إنّ الموسيقار باربد (LBarbad) لحّنه بعد أن أتى أبرويز بذلك الكنز (فم) .

<<  <  ج: ص:  >  >>