فطرحوا ثيابهم ونجوا عراة حفاة فمات أكثرهم من البرد وسقطت أصابع قوم منهم ونجوا.
فوجّه المتوكّل بغا الكبير إلى أرمينية طالبا بدم يوسف. فشخص إليها فبدأ بأرزن. وكان موسى بن زرارة قد واطأ قتلة يوسف فقبض بغا على موسى واخوته وحملهم إلى السلطان ثمّ سار فأناخ على الخويثيّة [١] وهم جمّة أهل أرمينية، وقتلة يوسف بن محمد. فحاربهم فظفر بهم وقتل منهم زهاء ثلاثين ألفا وسبى خلقا فباعهم. ثمّ سار إلى بلاد الباق فأسر أشوط بن حمزة أبا العباس، ثمّ سار إلى ديبل ثمّ إلى تفليس.
غضب المتوكّل على أبى دؤاد
وفيها غضب المتوكّل على أحمد بن أبى دؤاد وأمر بالتوكيل بضياعه وحبسه وأولاده واخوته، فحمل أبو الوليد مائة ألف وعشرين ألف دينار وجوهرا كثيرا، وصولح بعد على ستّة عشر ألف ألف درهم وأشهد عليهم جميعا ببيع كلّ ضيعة لهم وكان أحمد بن أبى دؤاد قد فلج فقال أبو العتاهية:
لو كنت فى الرّأى منسوبا إلى رشد ... وكان عزمك عزما فيه توفيق
لكان فى الفقه شغل لو قنعت به ... عن أن تقول: كتاب الله مخلوق
ماذا عليك وأصل الدين يجمعهم ... ما كان فى الفرع لولا الجهل والموق
ثمّ دخلت سنة ثمان وثلاثين ومائتين
وفيها ظفر بغا الكبير بإسحاق بن إسماعيل مولى بنى أميّة بتفليس فأحرق
[١] . الخويثيّة: كذا فى تد (٥٤٧) والطبري (١١: ١٤٠٩) : فى الأصل الحوتنية.