للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخذ وهسوذان فى التضريب بين أولاد أخيه وتفريق كلمتهم وإطماع أعدائهم فيهم والتشفّى بما عومل به حتى اضطرب عليهم عسكرهم وطالبوهم بما لا يتسعون له حتى تمكّن منهم وقتل بعضهم وحرّض على من لم يمكنه قتله حتى بلغ ما أراد واشتفى وزاد. [٢٢٢]

[ذكر أخبار الأمراض والمناخ والزلازل]

وفى هذه السنة كثر ببغداد أورام الحلق والماشرا وكثر الموت بهذين الضربين [١] وموت الفجاءة وكل من افتصد انصبت إلى ذراعه مادّة حادّة عظيمة يتبعها حمّى حادّة فيحتاج إلى بطّ [٢] وما سلم أحد ممن افتصد.

وكانت شتوة هذه السنة دفيّة عادمة الأمطار وحكى أهل البحر أنّ البحر نقص فى هذه السنة ثمانين باعا وأنّه ظهر لهم جبال وجزائر لم يعرفوها ولا سمعوا بها قطّ وكانت زيادة دجلة فى هذه السنة يسيرا نحو عشرة أذرع وكان بالرىّ ونواحيها زلازل عظام مات فيها من الناس ما يعظم مقداره ويكثر عدده.

[ودخلت سنة سبع وأربعين وثلاثمائة]

حوادث عدّة

وفيها كثرت الزلازل ببغداد وحلوان وبلدان الجبل وعظم أمرها بالجبل خاصّة فخربت الأبنية وقتلت الخلق.

وفيها شغب الأتراك والديلم بالموصل على ناصر الدولة وزحفوا إلى داره وأرادوا الفتك به فحاربهم بغلمانه وبالعامة وظفر بهم وقتل بعضهم فى الوقعة


[١] . وفى مط أيضا: الضربين ولعله «المرضين» .
[٢] . بطّ الجرح: شقّه.

<<  <  ج: ص:  >  >>