فيه وبما قد كوتب به أبو نصر من الاستدعاء إلى فارس ورسما له مكاتبة أبى القاسم بذلك وبأن يسبقه الى الورود والحضور.
فخرج متعجلا بمرقعة ووصل فى يوم الثلاثاء لخمس بقين من جمادى الاولى قبل أبى نصر سابور ونزل على الأمين أبى عبد الله، فتكفل بامره وخاطب بهاء الدولة فيه ونضح هو عن نفسه فيما كان قرف به، وعاونته الجماعة عداوة لأبى نصر سابور وعناية به، واستقامت حاله ورسم له المقام الى أن يحضر أبو نصر ويصلح ما بينه وبينه ويعود الى بغداد فى جملته.
فأقام ووصل أبو نصر وأبو جعفر الحجاج، فقرر لهما النظر فى أعمال العراق وأصلح أمر ابى القاسم معهما على دخل من رأى أبى نصر وباطنه فيه وأخرج امامهما لتوطئة ما يجب توطئته قبل موردهما.
[تقليد الحسن بن أستاذ هرمز أعمال الأهواز]
وفى هذا الوقت ورد الخبر بتقليد الصاحب أبى على الحسن بن أستاذ هرمز أعمال الأهواز وأنه أخرج إليها ولقّب بعميد الجيوش.
[ذكر ما جرى فى ذلك]
حدثني أبو الحسين فهد بن عبيد الله كاتب عميد الجيوش [٦٣] قال: لما دخل الصاحب أبو على فى طاعة بهاء الدولة بالسوس وسلّم الأمر إليه اعتزل الأمور وسار فى صحبته إلى فارس وأقام على بابه.
فلما مضت له سنة وكسر استأذن فى المضىّ إلى خراسان، فمنع من ذلك وروسل بما سكن منه به ووعد الوعد الجميل فيه.
وقبض على الموفق أبى على ابن إسماعيل وكان نافرا منه فردّت إليه