للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمر.

السّقاطيّة بكسكر

وثار نرسى بكسكر، وكان رستم أمره بذلك. ونرسى هذا ابن خالة كسرى، وكانت كسكر قطيعة له، وكان النّرسيان له يحميه لا يأكله ولا يشربه ولا يغرسه غير آل كسرى إلّا من أكرموه بشيء منه.

فلما انهزمت الفرس يوم النمارق اجتمعت الفالّة إلى نرسى، وهو في عسكره، ونادى أبو عبيد بالرحيل، وقال للمجرّدة:

- «اتّبعوا الفالّة حتى تدخلوهم عسكر نرسى أو تبيدوهم.» ومضى أبو عبيد حين ارتحل من النمارق حتى ينزل على نرسى بكسكر- ونرسى يومئذ بأسفل كسكر، والمثنى معه في تعبئته التي قاتل فيها جابان، ونرسى على مجنّبتيه ابنا [١] خاله وهما: ابنا خال كسرى بندويه وتيرويه ابنا بسطام، وأهل باروسما ونهر جوبر والزوابي معه إلى جنده.

وكان قد أتى الخبر بوران ورستم بهزيمة جابان. فبعثوا الجالنوس [٢] ، وبلغ ذلك نرسى ومن معه، فرجوا أن يلحق قبل الوقعة، وعاجلهم أبو عبيد، فالتقوا أسفل من كسكر في مكان يدعى السّقاطية، فاقتتلوا في صحارى [٣] ملس قتالا [٣٣٣] شديدا.

ثم انهزم نرسى، وقتل أصحابه، وغلب على عسكره وأرضه، وجمع أبو عبيد


[١] . كذا في مط: ابنا خاله. وانظر أيضا الطبري (٤: ٢١٦٩) .
[٢] . في الأصل ومط: فبعثوا الجالنوس. وفي الطبري: فبعثوا إلى الجالنوس.
[٣] . في الأصل ومط: «في صحار» فأثبتناها «في صحارى» - كما في الطبري (٤: ٢١٦٩) - بإثبات الياء.
لأن الكلمة ممنوعة من الصرف، فهي مفتوحة في حالة الجر، وغير منوّنة، فلا التقاء لساكنين ولا حذف، ولا يقاس بقولك: «في واد» .

<<  <  ج: ص:  >  >>