وبعث طاهر برأس محمد إلى المأمون مع الرداء والقضيب والمصلّى وهو من سعف مبطّن مع محمد بن مصعب ابن عمّه فأمر له المأمون بألف ألف درهم. قال: فرأيت ذا الرئاستين وقد أدخل رأس محمد على ترس بيده إلى المأمون. قال: فلمّا رآه سجد.
وكتب طاهر إلى إبراهيم بن المهدى بعد قتل المخلوع:
- «أمّا بعد، فإنّه عزيز علىّ أن أكتب إلى رجل من أهل بيت الخلافة بغير التأمير [١] ولكنّه بلغني أنّك تميل بالرأى وتصغى بالهوى إلى الناكث المخلوع.
فإن كان كذلك فكثير ما كتبت به إليك، وإن كان غير ذلك فالسلام عليك ورحمة الله وبركاته.»
[وثوب الجند بطاهر بعد مقتل الأمين]
وفى هذه السنة وثب الجند بعد مقتل محمد بطاهر، فهرب منهم وتغيّب أيّاما حتّى أصلح أمرهم.
[ذكر الخبر عن ذلك وسببه وما استعمله طاهر من الحزم قبله]
إنّ أصحاب طاهر بعد مقتل محمد بخمسة أيّام طلبوا أرزاقهم ووثبوا به ولم يكن فى يده مال فضاق به أمره، وظنّ أنّ ذلك بمواطأة أهل الأرباض إيّاهم [١٢٥] وأنّهم معهم عليه ولم يكن تحرّك فى ذلك من أهل الأرباض أحد، فاشتدّت شوكتهم وخشي طاهر على نفسه فهرب من البستان وانتهبوا بعض متاعه، ومضى إلى عاقرقوف.