وخرج محمّد بن خالد بن يزيد السرى بالكوفة وسوّد قبل أن يدخلها الحسن بن قحطبة وضبطها. [٣١٧]
ذكر الخبر عمّا كان من أمره وضبطه الكوفة إلى أن وصل الحسن
ظهر محمّد بن خالد بالكوفة وسوّد وسار إلى القصر وعلى الكوفة يومئذ زياد بن صالح الحارثي. فارتحل زياد ومن معه من أهل الشام وخلّوا القصر، فدخله محمّد بن خالد فلمّا أصبح يوم الجمعة من غد يوم دخوله- وهو اليوم الثاني من مهلك قحطبة- بلغه نزول حوثرة ومن معه مدينة ابن هبيرة، وأنّه تهيّأ للمسير إليه. فتفّرق عن محمّد عامّة من معه حيث بلغهم ذلك، إلّا فرسانا من أهل الشام من اليمن كانوا هربوا من مروان ومواليه.
وراسله [١] أبو سلمة الخلّال من غير أن يظهر له يأمره بالخروج من القصر واللحاق بأسفل الفرات وأنّه يخاف عليه لقلّة من معه وكثرة من مع حوثرة ولم يبلغ واحدا منهما هلاك قحطبة، فأبى محمّد بن خالد أن يفعل وتعالى النهار فتهيّأ حوثرة للمسير إلى محمّد بن خالد حيث بلغه قلّة من معه وخذلان العامّة إيّاه. فبينا محمّد فى القصر إذ أتاه بعض طلائعه وقال:
- «خيل قد جاءت من أهل الشام.» فوجّه إليهم عدّة من مواليه، فأقاموا بباب دار عمر بن سعد [٣١٨] إذ طلعت رايات أهل الشام فتهيّأوا لقتالهم فنادى أهل الشام:
- «نحن بجيلة وفينا مليح بن خلف البجلي جئنا لندخل فى طاعة الأمير محمّد.»
[١] . فى آ. وأرسله. والعبارة فى الطبري (١٠: ١٩) : وأرسل إليه أبو سلمة الخلّال.