للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تبيّن مخرقته ففارقه وخرج عن جملته وتقرّب إلى الله بكشف أمره.

واجتمع معه على هذه الحال أبو علىّ هارون بن عبد العزيز الأوارجى [١] الكاتب الأنبارى وقد كان عمل كتابا ذكر فيه مخاريق الحلّاج وحيله فيه وهو موجود فى أيدى جماعة والحلّاج حينئذ مقيم فى دار السلطان موسّع عليه مأذون لمن يدخل إليه وهو عند نصر الحاجب.

وللحلّاج اسمان: أحدهما الحسين بن منصور والآخر محمّد بن أحمد الفارسي، وكان استهوى [١٥٥] نصرا وجاز عليه تمويهه وانتشر له ذكر عظيم فى الحاشية فبعث به المقتدر إلى علىّ بن عيسى ليناظره فأحضر مجلسه وخاطبه خطابا فيه غلظة فحكى أنّه تقدّم إليه وقال له فيما بينه وبينه:

- «قف حيث انتهيت ولا تزد عليه شيئا وإلّا قلبت عليك الأرض.» وكلاما فى هذا المعنى. فتهيّب علىّ بن عيسى مناظرته واستعفى منه ونقل حينئذ إلى حامد بن العبّاس.

الحلّاج وبنت السّمرّيّ

وكانت بنت السمرّى صاحب الحلّاج قد أدخلت إلى الحلّاج وأقامت عنده فى دار السلطان مدّة وبعث بها إلى حامد ليسألها عمّا وقفت عليه من أخباره وشاهدته من أحواله.

فذكر أبو القاسم بن [٢] زنجى [٣] أنّه حضر دخول هذه المرأة إلى حامد بن العبّاس وأنّه حضر ذلك المجلس أبو علىّ أحمد بن نصر البازيار من قبل أبى


[١] . فى مط: الأوراحى (بالحاء المهملة) .
[٢] . فى الأصل ومط: ابو القاسم الزّنجى. وفى المواطن الآتية: ابو القاسم بن زنجىّ، فوحّدنا الضبط.
وهو يوافق ما فى صلة عريب: ٨٨، ٩١.
[٣] . الزنجي: كذا فى الأصل ومط. فى مد: زنجى.

<<  <  ج: ص:  >  >>