للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جالسا معه يشرب على رسم كان له فى منادمته وأطلق أبو الفضل العباس بن الحسين من محبسه وكان فى دار أبى الفرج وخلع عليه للوزارة.

[خروج ابن العميد إلى الجبل]

وفى هذه السنة خرج الأستاذ الرئيس أبو الفضل ابن العميد إلى الجبل فى خيل عظيمة لتدبير أمرها وتقرير أمر حسنويه بن الحسين الكردي.

ذكر السبب فى ذلك [١] كان حسنويه بن الحسين الكردي قد قوى واستفحل أمره لما وقع من الشغل عنه بالفتوح الكبار ولأنّه كان إذا وقع حرب بين الخراسانية وبين ركن الدولة أظهر عصبية الديلم وصار فى جملتهم وخدم خدمة يستحق بها الإحسان إلّا أنّه مع ما أقطع وأغضى عنه من الأعمال التي يتبسّط [٢] فيها والإضافات التي يستولى عليها ربما تعرض لأطراف الجبل وطالب أصحاب الضياع وأرباب النعم بالخفارة والرسوم التي يبدعها فيضطر الناس إلى إجابته ولا يناقشه السلطان فكان يزيد أمره على الأيام وتتشاغل الولاة عنه إلى أن وقع بينه وبين سهلان بن مسافر خلاف ومشاحّة تلاحّا فيها إلى أن قصده ابن مسافر بالحرب [٣٤٤] فهزمه حسنويه وكان يظن ابن مسافر أنّه لا يكاشفه ولا يبلغ الحرب بينهما إلى ما بلغت إليه فلم تقف الحرب حيث ظنّ وانتهى الأمر بينهما إلى أن اجتمع الديلم وأصحاب السلطان بعد الهزيمة إلى موضع شبيه بالحصار ونزل الأكراد حواليهم ومنعوهم من الميرة وتفرّقوا


[١] . روى هذه الحكاية ياقوت الحموي فى كتابه ارشاد الأريب (٥: ٣٦٨) عن أبى علىّ مسكويه.
(مد)
[٢] . والمثبت فى مد: يتسط.

<<  <  ج: ص:  >  >>