ذكر تدبير تمّ على المرزبان حتى حصل بإصبهان بعد أن كان واطأ الديلم الذين أخرجوا معه على الفتك بأبى الفضل ابن العميد والهرب به
حدّثنى الأستاذ الرئيس أبو الفضل قال:
لمّا كنّا بين الرىّ وأصبهان تحقّق عندي مراسلة الديلم إيّاه واجتماعهم على أن يأخذوه قهرا ويحلّوا قيوده ويفتكوا بى وظهر ذلك حتى كادت المكاشفة تقع.
فلمّا خفت فوت التدبير سايرته وهو فى عمارية وحادثته وهو ينتظر فى ذلك اليوم أن يتمّ له ما يريد وجعلت أقاربه وألين له. فأظهر التوجّع والتألم مما حصل فيه فلمّا أطمعته فى نفسي- وكان لا يطمع فى ذلك من قبل- أمال إلىّ رأسه وقال:
- «أنت مقبل فإن كنت صادقا فابدأ بحلّ قيودي وعلىّ لك كيت وكيت.» وضمن الضمانات التي تبذل فى مثل ذلك الوقت. فأوهمته أنّى لا أعرف شيئا من مواطأة الديلم له وقلت:
- «أخشى ألّا يساعدني من معى على ذلك.» فقال: «غفر الله لك، أنت لا تعرف [١٧٧] الصورة، جميع من معك قد عملوا على فكّ قيودي والفتك بك وأنا أريد ذلك الساعة إن شئت.» فقلت: «يكفيني أن أثق بذلك ثم أنا أول عبد خدمك وناصحك وتابعك حتّى يتمّ لك ما تريده.» وحدّثته بأشياء أنكرتها من صاحبي وحقود فى قلبي عليه فاستدعى واحدا بعد واحد من القوّاد الذين كانوا معى وأسرّ إليهم أنّى معه وموال له ووصل حديثه معهم بأن أدخلنى معهم فى التدبير فأظهرت سرورا شديدا