للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ورود الروم عين زربة]

وفيها ورد الروم عين زربة [١] فى سفح جبل [٢٥١] والجبل مطل عليها.

فلمّا جاءه الدمستق فى هذا الجمع العظيم أنفذ قطعة من جيشه إلى الجبل ونزل هو على بابها فملك جيشه الجبل. فلمّا رأى أهل عين زربة أنّ الجبل قد ملك عليهم وأنّ جيشا آخر قد ورد إلى باب المدينة وأنّ مع الدمستق دبّابات كثيرة وأنّه قد أخذ فى نقب السور، طلبوا منه الأمان، فآمنهم وفتحوا له باب المدينة فدخلها.

فوجد خيله الذين فى الجبل قد نزلوا إلى المدينة فندم على إعطائهم الأمان فنادى فى البلد من أول الليل بأن يخرج جميع أهله إلى المسجد الجامع وأنّ من تأخّر فى منزله قتل. فخرج من أمكنه الخروج.

فلمّا أصبح أنفذ رجّالته فى المدينة وكانوا ستين ألف رجل وكل من وجدوه فى منزله قتلوه. فقتلوا عالما من الرجال والنساء والصبيان والأطفال وأمر بجمع ما فى البلد من السلاح فجمع منه أمر عظيم وكان فى جملته أربعون ألف رمح وقطع ما فى البلد من النخل فقطع نحو خمسين ألف نخلة.

ونادى فيمن حصل فى المسجد الجامع من الناس بأن يخرجوا عن البلد إلى حيث شاءوا وأنّ من أمسى ولم يخرج قتل.

فخرج الناس مبادرين وتزاحموا فى الأبواب فمات بالضغط جماعة من الرجال والنساء والصبيان ومرّوا على وجوههم [٢٥٢] حفاة عراة لا يدرون إلى أين يتوجّهون، فماتوا فى الطرقات ومن وجد فى المدينة آخر النهار قتل، وأخذ كل ما خلّفه الناس من أمتعتهم وأموالهم وهدم السوران اللذان


[١] . وزاد فى مد بين المعقوفتين: فى مائة وستّين ألفا وهي ...

<<  <  ج: ص:  >  >>