وأخرجه إليهم فساروا به وألحقوه بأبى على ابن إسماعيل. [٤٦١] وطوى أبو على المنازل حتى نزل بباب شيراز.
[ذكر فتح شيراز]
لمّا نزل أبو على بظاهر البلد برز ابن بختيار فى جنده ورجالته وعسكر بإزائه ووقعت الحرب بينهما فتضعضع ابن بختيار فى اليوم الأول وصادف عساكر بهاء الدولة وغدر به كثير من الغلمان ودخلوا الباب ونهبوا بعضه ونادوا بشعار بهاء الدولة.
وكان أبو أحمد الموسوي بشيراز على ما تقدّم ذكره فى مسيره من واسط إليها وظنّ أبو احمد أنّ أمرا قد تمّ فاستعجل وركب إلى المسجد الجامع وكان يوم الجمعة فأقام الخطبة لبهاء الدولة.
ثم ثاب ابن بختيار وعسكره فخاف أبو أحمد واحتال لنفسه وقعد فى سلّة وحمل مغطّى حتى أخرج إلى معسكر أبى على ابن إسماعيل.
وعادت الحرب فى اليوم الثالث بين الفريقين فلم يمض من النهار بعضه حتى استأمن الديلم إلى أبى على وهرب ابن بختيار ناجيا بنفسه وتبعه أخوه فى الهرب. فأمّا أحدهما وهو أبو نصر فإنّه لحق ببلاد الديلم، وأمّا الآخر فإنّه مضى إلى بدر بن حسنويه، ثم تنقّل من عنده إلى البطيحة، وملك أبو على البلد وكتب إلى بهاء الدولة بالفتح وإتمام المسير فسار إلى شيراز واستقرّ فى الدار بها. [٤٦٢]
[ذكر ما جرى عليه الأمر بعد هذا الفتح]
لمّا حصل بهاء الدولة بفارس أمر بنهب قرية الدودمان وحرقها وقتل كل من وجد بها من أهلها حتى استأصل شأفتهم.