للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا متّ، فادفنّى إلى أصل كرمة............... [١]

فلمّا أصبحت سلمى أتت سعدا، وكانت مغاضبة له، وصالحته وأخبرته [٣٦٦] خبرها مع أبى محجن. فدعا به، وأطلقه، وقال:

- «اذهب، فما أنا مؤاخذك بشيء تقوله، حتى تفعله.» قال: «لا جرم والله، لا أجيب لساني إلى صفة قبيح أبدا.»

[يوم عماس]

أصبح الناس اليوم الثالث على مواقفهم وبينهم كالرّجلة الحمراء ميل في عرض الصفّين، وقد قتل من المسلمين ألفان، ومن المشركين عشرة آلاف، وكان أهل الدين يجمعون القتلى يحملونهم إلى المقابر ويبلّغون الرثيث إلى النساء والصبيان، و [النساء و] [٢] الصبيان يحرفون القبور في اليومين: يوم أغواث ويوم أرماث. وبات القعقاع ليلته كلها يسرّب أصحابه إلى المكان الذي فارقهم بالأمس. ثم قال لهم:

- «إذا طلعت الشمس فأقبلوا مائة مائة، كلّما توارت مائة فليتّبعها مائة. فإن جاء هاشم فذاك، وإلّا جدّدتم للناس رجاء وجدّا.» ففعلوا ولا يشعر بذلك أحد.


[١] . والأبيات كما في الطبري (٥: ٢٣١٦) هي:
إذا متّ فادفنّى إلى أصل كرمة تروّى عظامي بعد موتى عروقها ولا تدفنّنى بالفلاة فإنّنى أخاف إذا ما متّ ألّا أذوقها وتروى بخمر الحصّ لحدي فإنّنى أسير لها من بعد ما قد أسوقها
[٢] . تكملة من الطبري.

<<  <  ج: ص:  >  >>