للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «قد صدقك أبو طالب وأبو العباس ونصحا لك.» فانقبض الوزير أبو غالب حينئذ منه وعلم أنه على خطر متى ثاب أمره.

قال أبو نصر: ومضت مديدة أخرى وأبو الفضل بن سودمند [١] مقيم مع العسكر على حرب الديواني ومضايقته لأنّه طولب بعد خروج الموفق من عنده بقصد الباب ووطء البساط فلم يفعل وعول على أنّ أمر الموفق يستقيم فيمنع منه ويردّ العسكر عنه.

فوضعت [٩٥] موضوعات وكتبت ملطفات على أنها من الموفق إلى الأولياء الذين بإزاء الديواني وروسلوا بالشغب وإظهار العود الى شيراز وحملت الملطفات الى بهاء الدولة وقيل له: إن العسكر المقابل للديوانى قد هنجم وعمل على الانكفاء الى الباب وهذا أمر قد قرره الموفق ورتبه وفيه من الخطر عليك وعلى دولتك ما لا خفاء به، وإن ورد هؤلاء القوم أخرجوا الموفق وكاشفوا بالخلاف.

فاغتاظ بهاء الدولة وشكّ شكا شديدا فظن ما قيل وعمل حقا فتقدم عند ذاك بالقبض على الموفق وردّه الى القلعة.

فانفذ اليه أبو طالب الصغير فى وقت العشاء من روز أمرداذ من ماه تير [٢] الواقع فى يوم الأحد السابع من شعبان حتى أخذه وحمله إلى القلعة.

ذكر ما جرى عليه أمره عند ردّه إلى القلعة

وكّل به أبو نصر منصور بن طاس الركابسلار، فأحسن معاملته ووسع عليه مقعده وملبسه ومأكله ومشربه وتحمل عنه جميع مؤنه وكلفه. وكان يدخل اليه ويقول له:


[١] . والمثبت فى مد: سودمنذ (بالذال المعجمة) .
[٢] . ماه تير: شهر تير، وهو الشهر الرابع من السنة الشمسية الإيرانية.

<<  <  ج: ص:  >  >>