إلى الخاقاني بإطلاق رزقة تامّة لهم وضمن ياقوت ذلك. فراسل المقتدر الوزير الخاقاني بإطلاق نفقاتهم، فذكر أنّه لا يقدر على ذلك وكان عليلا، فعاوده برسالة يأمره فيها أن يحتال فى مائة ألف دينار ليضيف إليها مائتي ألف دينار ينفق فيهم. فأقام على أنّه لا يقدر على احتيال مائة ألف درهم وأنّ له فى توجيه مال النوبة للرجّالة ومال الغلمان الحجريّة والحشم وخلفاء الحجّاب شغلا طويلا. فتقدّم المقتدر بإخراج ثلاثمائة ألف دينار من بيت مال الخاصّة واعتمد على ياقوت فى تفرقتها.
وكان مونس المظفّر بواسط فاستدعاه المقتدر لمّا شغب الفرسان فوافى [١] وتلقّاه الأمير أبو العبّاس والوزير الخاقاني ونصر وسائر الأستاذين والقوّاد ولقى المقتدر فعرّفه ضيق الأموال وتبلّح الخاقاني وشاوره فى صرفه، فأشار عليه بالتوقف ليلقاه ويواقفه. فلقيه مونس فعرّفه الخاقاني أنّه لا حيلة له فى شيء يصرفه فى المهمّ واحتجّ بأنّه عليل لا فضل فيه للعمل.
فأشار مونس [٢٤٤] لمّا رأى تبلّح الخاقاني الشديد باستحضار علىّ بن عيسى وتقليده الوزارة، فاستبعد المقتدر ذلك فأشارت السيدة والخالة بأبى العبّاس الخصيبى فقبض على الخاقاني واستتر ابنه عبد الوهّاب وإسحاق بن على القنّاى وأخوه وابن بعد شرّ وخاقان بن أحمد بن يحيى بن خاقان وظهر الباقون.
فكانت مدّة وزارته سنة واحدة وستة أشهر.
ذكر سبب وزارة أبى العبّاس الخصيبى
واستحضر المقتدر أبا العبّاس الخصيبى وهو أحمد بن عبيد الله يوم