- «خلونى أصدقكم: أنا رجل من أهل السوس استدعاني أبو على ابن أستاذ هرمز وسلم إلىّ هذا الملطف وقال لى: امض وتعرّض للوقوع فى أيدى أصحاب بهاء الدولة. فإذا وقعت وسئلت عن أمرك فقل: إنّى رسول الفرخان إلى الصاحب ومعى هذا الملطف. وأصرر على قولك وأصبر للمكروه إن أصابك، فإنّى أحسن إليك.» فعاد أبو على ابن إسماعيل إلى حضرة بهاء الدولة وأخبره بالصورة وأنّها منصوبة. [٤٤٧] فسكن قليلا وقال للحواشي:
- «إنّ القول الأوّل هو الصحيح وإنّ الضرب والمكروه أحوجا الرجل إلى هذا القول الثاني.»
ذكر حزم اعتمده أبو علىّ ابن إسماعيل فى تلك الحال
رأى أنّ الأخذ بالحزم أصوب على كل حال، وأنفذ ابن مكرم وألفتكين الخادمى مع عدد من الأتراك إلى دستر وأمرهما بالنزول على الوادي للمنع حتى إن حضر من يحاول العبور دفعاه فسارا إلى حيث أمرهما وخيّما به وأقاما أيّاما ووافى خرشيد بن باكليجار [١][و] الكوريكى فى عدة كثيرة من الديلم والرجّالة فتقدّم ابن مكرم وألفتكين إلى أصحابهما بقلع الخيم والتحمل.
لأنّ عدّتهم كانت قليلة وساروا حتى غابوا عن مطرح النظر. ثم كمن ألفتكين الخادمى والغلمان فى بعض المكامن إلى أن عبر الديلم والرجالة وحصلوا معهم على أرض واحدة فحمل ألفتكين وصاح الغلمان وارتفع الغبار وظنّ