للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فدخلت إليه. فسألنى عن الكتاب، فقلت:

- «خلّفته فى منزلي.» فبعثت إلى الغلام أن اذهب فجئنى بالكتاب، وقبل الصّلح وأحسن جائزتي، وسرّح معى أمّه وكانت صاحبة أمره ومدبّرته. فلمّا قدمت على نصر قال:

- «مثلك ما قال الأوّل: أرسل [١] حكيما ولا توصه.»

[ودخلت سنة ثلاث وعشرين ومائة]

وفى هذه السنة سعى يوسف بن عمر للحكم بن أبى الصّلت فى ضمّ خراسان إلى عمله وعزل نصر بن سيّار

وذلك أنّ أيّام نصر طالت بخراسان ودانت له، فحسده يوسف فكتب [١٥٤] إلى هشام يسأله أن يضمّها إلى العراق، ليعمرها ويستغرز دخلها. وأنفذ إليه الحكم بن أبى الصّلت وقال:

- «هو لبيب وله نصيحة ومودّة لأمير لمؤمنين، وقد كان مع الجنيد [٢] ، وولى جسام أعمالها [٣] . وقد سرّحته إلى باب أمير المؤمنين ليراه.» فلمّا أتاه وقرأ كتاب يوسف بعث إلى دار الضّيافة، فوجد فيها مقاتل بن على السّغدى، فأتوه به، فقال:

- «ابن خراسان أنت؟» قال:

- «نعم، وأنا صاحب الترّك.» وكان قدم على هشام بخمسين ومائة من التّرك. فقال:


[١] . فى الطبري (٩: ١٦٩٦) : فأرسل.
[٢] . الجنيد: كذا فى الأصل وآ: الجنيد. فى مط: الجند.
[٣] . أعمالها: كذا فى الأصل وآ ومط: أعمالها.

<<  <  ج: ص:  >  >>