للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بخبر نصير فأذن له فمضى فى سميريّة بعشرين جذّافا، فإذا هو بنصير وقد قرب من سكر كانوا سكروه، فأضرمه بالنار وهو يحارب حربا شديدة وقد رزق الظفر. فرجع وأخبر أبا العباس وبشّره بسلامة نصير ومن [٥٢٣] معه وأنّه ظافر غانم فسرّ به سرورا شديدا.

وكان الزنج قد علقوا بشذاءة، فركب أبو العباس فى سميريّة حتّى وافى تلك الشذاءة وعلى أبى العباس كبر [١] تحته درع فانتزع الشذاة وخلّصها. قال محمد: فنزعنا من كبر أبى العباس خمسا وعشرين نشّابة ومن لبابيد الملّاحين مثل ذلك وأقلّ وأكثر.

وظفر أبو العباس بالزنج وهزمهم وعاد إلى معسكره بالعمر إلى أن وافى الموفّق.

خروج الموفّق لحرب صاحب الزّنج

وخرج الموفّق من مدينة السلام قاصدا حرب صاحب الزنج وذلك حين بلغه أنّ صاحب الزنج كتب إلى صاحبه علىّ بن أبان المهلّبى يأمره بالمصير بجميع من معه إلى ناحية سليمان بن جامع ليجتمعا على حرب أبى العباس بن أبى أحمد.

فأعدّ أبو أحمد الشذاءات وآلات الماء وسار فى فرسانه ورجّالته وغلمانه إلى أن نزل على فرسخ من واسط فأقام هناك يوما وليلة، فتلقّاه أبو العباس ابنه فى جريدة خيل فيها قوّاده ووجوه جنده فسأله أبوه عن خبر أصحابه فأثنى عليهم ووصف نصحهم وبلائهم، فخلع عليه وعليهم.

وانصرف أبو العباس إلى معسكره ورحل أبو أحمد من غد ذلك اليوم فى


[١] . كذا فى الأصل ومط ولم نجده فى الطبري.

<<  <  ج: ص:  >  >>