للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسألوا مع ذلك أن يخرج معهم جيش ينضمّون إليهم وأخذوا فى هذا النحو من الكلام وتبسّطوا فى الاقتراح ورفع الأصوات وكان معهم فقهاء خراسان وشيوخها مثل المعروف بالقفّال وغيره.

فتبين الأستاذ الرئيس [٢٨٥] خبث [١] سرائرهم وتيقّن ما كان ظنّه بهم من الشرّ وطلب الفتنة ولكنه كان يداريهم ويرفق بهم. فلمّا لم يجدوا سبيلا من طريق القول إليه والشغب به عدلوا إلى مشافهة الديلم فكانوا يكفّرونهم ويلعنونهم، وكان ذلك فى شهر رمضان وكانوا يخرجون ليلا ومعهم آلاتهم من السيوف والحراب والقسىّ والسهام ويزعمون أنّهم يأمرون بالمعروف فيسلبون العامّة مناديلهم وعمائمهم وإذا تمكنوا من تفتيشه وأخذ جميع ما معه لم يقصّروا فيه والناس مع ذلك يدارونهم.

فاتفق أن وقعت بينهم وبين بعض أصحاب إبراهيم بن بابى [٢] خصومة لم يحتملها منهم فتأدى إلى القتال فقتل ذلك الرجل الديلمي واجتمع رفقاؤه للقتال فاجتمع من الغزاة نحو ألف رجل على باب ابراهيم بن بابى فخرج إليهم محاميا على أصحابه وقاومهم مدة إلى أن راسله ركن الدولة بالكفّ وراسلهم بمثل ذلك فأبوا. فتسرّع الديلم ومن كان قريبا لنصرة الديلم فاشتبكت الحرب وحجز بينهم الليل ورجع الخراسانية إلى معسكرهم يضربون بطبولهم الليل كلّه ويتواعدون القتال.

[بروز الأستاذ الرئيس للقتال]

فلمّا أصبحوا باكروا الحرب ودخلوا المدينة من ناحية اجران [٣] وفيها دار


[١] . فى مط: حيث.
[٢] . ما فى الأصل ومط: مهمل.
[٣] . فى مط: لفران. وما فى الأصل مهمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>