وملك لشكرى إصبهان وهذا لشكرى من أصحاب أسفار بن شيرويه، فلمّا قصد هارون بن غريب ابن الخال أسفار استأمن إليه لشكرى، ثمّ لمّا انهزم ابن الخال انهزم لشكرى بانهزامه إلى قنسرين، فلمّا تأهّب ابن الخال ثانيا وجهزت إليه العساكر من بغداد لحرب مرداويج أنفذ لشكرى إلى نهاوند من الدينور مع جماعة من الغلمان لحمل مال إليه ورسم أن يحمل المال إلى همذان ويقيم بها حتّى يلحقه هناك فلمّا صار لشكرى إلى نهاوند رأى يسار أهلها وكثرة أموالها وطمع فيهم وصادرهم على نحو ثلاثة آلاف ألف درهم واستخرجها فى مدّة أسبوع وأثبت جندا ثمّ خرج إلى الكرج ففعل مثل ذلك.
[٣٤٦] واتّصل الخبر بابن الخال فطلبه فرحل من بين يديه وسار حتّى وقع إلى إصبهان والوالي عليها أبو العبّاس أحمد بن كيغلغ.
ذكر اتّفاق حسن لأحمد بن كيغلغ بعد هزيمته ودخول أصحاب لشكرى إصبهان
حكى أبو الحسن المافرّوخى أنّه كان بإصبهان فى الوقت وأنّ أحمد بن كيغلغ انهزم أقبح هزيمة ثمّ لجأ إلى بعض القرى فى ثلاثين نفسا معه وراء حصنها.
ودخل أصحاب لشكرى إصبهان ونزلوا فى الدور والخانات [١] والحمّامات وتأخّر لشكرى بنفسه عن العسكر ثمّ سار قليلا ونزل عن دابّته لإهراق ماء فرأى كوكبة أنكرها وقال:
- «ما هذه؟»
[١] . كذا فى الأصل ومد: وفى مط: الخانات (بالحاء المهملة) .