للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «اذهب فتسلّمه.» فقبض عليه وجرى عليه من المكروه ما أشفى به على التلف حتّى قتل المقتدر بالله فتخلّص ولا عجب من أمر الله.

وكان قد وقّع الوزير أبو الفتح بأن يعمل لابن قرابة عمل بما صار إليه من الربح فى الأموال التي قدّمها عن الضمناء وبقايا مصادرته فى أيّام عبد الله الخاقاني وما يجب عليه من الفضل فيما ابتاعه من الضياع فأخرج عليه من هذه الجهات [٣٧١] ألف ألف دينار فصحّ له من هذه الجملة تسعون ألف دينار.

ثمّ شغل الوزير وهارون بورود الخبر عليهما بانحدار مونس من الموصل وكان هارون قيّده وسلّمه إلى حاجبه وعدّة من غلمانه ليخرجوه إلى واسط فقتل المقتدر فى ذلك اليوم فهرب من كان موكّلا به وبقي معه غلامان كان هو اشتراهما لابن الخال فعنيا به وصارا معه إلى فرضة جعفر وأدخلاه إلى مسجد وأحضرا حدّادا وحلّا قيوده وأطلقاه فمشى إلى منزله بسويقة غالب [١] ووهب لهما خمسمائة دينار.

[استشارة فى الأمر الواضح وعاقبة المستشير]

وحكى ثابت بن سنان فى كتابه أنّ أباه سنان بن ثابت كانت بينه وبين أبى بكر ابن قرابة مودّة فصرنا إليه لنهنّئه بخلاصه فقال لوالدي:

- «يا أبا سعيد قد اجتمع لى فيك المحبّة والعقل وجودة الرأى وأريد أن أستشيرك فى أمرى.» فقال له أبى:


[١] . سويقة غالب: هي من محالّ بغداد (مراصد الإطلاع) .

<<  <  ج: ص:  >  >>