للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القشيري بعهده على نيسابور، وكتب إلى قحطبة يأمره أن يتبع نصرا فوجّه قحطبة العكّى على مقدّمته وسار حتّى نزل نيسابور فأقام قحطبة بها شهر رمضان وشوّالا، ونصر نازل بقرية من قومس. فكتب نصر إلى ابن هبيرة يستمدّه ويعظّم الأمر عليه، فحبس ابن هبيرة رسله.

فكتب نصر إلى مروان:

- «إنّى وجّهت إلى ابن هبيرة بوجوه أهل خراسان ليعلموه شدّة الأمر عندنا وسألته المدد فاحتبس رسلي ولم يمدّنى بأحد، وإنّما أنا بمنزلة من أخرج من حجرته إلى داره، ثمّ أخرج من داره إلى فناء داره، فإن أدركه من يعينه فعسى أن يعود إلى داره، وإن أخرج إلى الطريق فلا بقيّة له.» فكتب مروان إلى ابن هبيرة يأمره أن يمدّ نصرا، وأجاب نصرا يعلمه ذلك.

فكتب نصر إلى ابن هبيرة يسأله أن يعجّل إليه الجند، فإنّى قد كذبت أهل خراسان حتّى ما يصدّق أحد منهم لى قولا فأمدّنى بعشرة آلاف [١] قبل أن تمدّنى بمائة ألف ثمّ لا تغنى شيئا. [٣٠٧]

ثمّ دخلت سنة إحدى وثلاثين ومائة

وارتحل نصر من قومس حتّى نزل الخوار وأميرها أبو بكر العقيلي وكان قحطبة وجّه ابنه الحسن إلى قومس ثمّ وجّه قحطبة أبا كامل وأبا القاسم بن محرز بن إبراهيم وأبا العبّاس المروزي إلى الحسن فى سبعمائة، فلمّا كانوا قريبا منه انحاز أبو كامل وترك عسكره وأتى نصرا فصار معه، وأعلمه مكان الجند الذين خلفهم، فوجّه نصر إليهم جندا، فأتوهم وهم فى حائط، فحصروهم


[ () ] بينها وبين الرىّ نحو عشرين فرسخا وقد خرب أكثرها (مراصد الإطلاع) .
[١] . فى الأصل: بعشر ألف.

<<  <  ج: ص:  >  >>