للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلطان أمر مصر بسبب ابن الخليجي. فأمر المكتفي بإخراج مضاربه إلى باب الشمّاسيّة ثمّ وردت خريطة من قبل فاتك يذكر أنّهم رجعوا إلى ابن الخليجي، فكانت بينهم وقعات وحروب. وفى آخرها هزم ابن الخليجي وقتل أصحابه وإنّه هرب إلى مصر ودخل الفسطاط فاستتر بها عند رجل من أهل البلد، ودخل أصحاب السلطان الفسطاط فاستثاروه [١] وجمع من كان بالبلد.

فكتب إلى فاتك بحمل ابن الخليجي ومن أسر معه إلى بغداد. وردّت مضارب المكتفي بالله إلى بغداد فحمل ابن الخليجي إلى بغداد مع أحد وعشرين رجلا على الجمال مشهرين ببرانس ودراريع حرير. وخلع المكتفي على وزيره العبّاس بن الحسن خلعا [٥١] لحسن تدبيره فى هذا الفتح. [٢] ثمّ حمل رأس القرمطى المسمّى نصرا الذي انتهب هيت منصوبا على قناة فطيف به فى الجانبين.

[ودخلت سنة أربع وتسعين ومائتين]

[زكرويه وقصده قافلة الحجيج]

وفيها ورد الخبر بأنّ زكرويه بن مهرويه القرمطى ارتحل من موضعه يريد الحاجّ. فذكر أنّه مضى فى البرّ من جهة المشرق قريبا من الواقصة ووافت القافلة واقصة لسبع خلون من المحرّم. فأنذرهم أهل المنزل وأخبروهم أنّ بينهم وبين القوم أربعة أميال فلم يقيموا وارتحلوا فنجوا. فأمعنت القافلة فى السير وصار القرمطى إلى واقصة فسألهم عن القافلة، فأخبروه أنّها لم تقم بواقصة، فاتّهمهم بإنذارهم فقتل من العلّافين بها جماعة وأحرق العلف وتحصّن أهلها فى حصنهم. ثمّ ارتحل نحو زبالة وسارت العساكر فى طلب


[١] . فى مط: فاستشاروه.
[٢] . انظر الطبري (١٣: ٢٢٦٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>