وأخذ القوم يعالجون الباب فلا يستطيعون الدخول، وأعجلهم الناس فخلّوا عنهم، وجاء يزيد بن المهلّب حتّى نزل دار سليم بن زياد بن أبى سفيان إلى جانب القصر، وأتى بالسلاليم، فلم يلبث سفيان أن فتح القصر. وأتى بعدىّ بن أرطاة، فجيء به، وخاطبه بما يجرى مجرى التبكيت. ثمّ أمر بحبسه وقال له:
- «أما إنّ حبسي إيّاك [٥٥٩] ليس إلّا لحبسك بنى المهلّب وتضييقك علينا فى ما كنّا نسألك التسهيل عليهم.»
ذكر اتّفاق سىّء اتّفق على يزيد بن المهلّب
خرج الحوارىّ بن زياد بن عمرو العتكي يريد يزيد بن عبد الملك هاربين من يزيد بن المهلّب فلقى فى طريقه خالد بن عبد الله القسري وعمر بن يزيد الحكمي ومعهما حميد بن عبد الملك بن المهلّب قد أقبلوا من عند يزيد بن عبد الملك بأمان يزيد المهلّب وكلّ شيء أراده. فاستقبلهما فسألاه عن الخبر. فلمّا رأى حميد بن عبد الملك معهما خلا بهما وقال:
- «أين تريدان؟» قالا:
- «نريد يزيد بن المهلّب، قد جئناه بكلّ شيء يريد ويقترح.» فقال:
- «هيهات، قد تجاوز الأمر ذلك وما تقدران أن تصنعا بيزيد أو يصنع هو بكما.
قد ظهر على عدوّه عدىّ بن أرطاة وقد قتل سراة الناس ووجوه الفرسان، وحبس [١] عديّا، فارجعا ولا تهديا نفوسكما إلى يزيد.» فعادى مع الحوارىّ بن زياد وأقبلا بحميد معهما إلى يزيد بن عبد الملك.
فقال لهما حميد:
- «أنشدكم الله أن تخالفا فى أمر يزيد وما بعثتما به، فإنّ يزيد قابل منكما وإنّ
[١] . حبس: كذا فى الأصل وهو صحيح. وما فى مط: جلس! وهو خطأ.