للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«واى خرد» [١] ، فسمّى بذلك «وايه خرد» إلى اليوم. فمات فيه منهم نحو مائة ألف، وقتل في المعركة أعدادهم، ولم يفلت إلّا الشريد. ونجا الفيرزان من الصرعى في المعركة، فهرب نحو همذان في ذلك الشريد، فاتّبعه نعيم بن مقرّن، وقدّم القعقاع قدّامه، فأدركه حين انتهى إلى ثنية همذان، وكانت الثنية مشحونة من بغال وحمير موقّرة عسلا، فحبسته الدوابّ على أجله. فلما غشيه القعقاع وهو لا يجد طريقا فتوقّل [٢] في الجبل، وتوقّل القعقاع في أثره حتى أخذه، ومضى الفلّال حتى انتهوا إلى مدينه همذان والخيل [٤٣٢] في آثارهم، فدخلوها. وسمّيت الثنية: ثنية العسل، وقال المسلمون:

- «إنّ لله جنودا من عسل.» واستاقوا العسل وما خالطه من سائر الأحمال.

[دخول نهاوند]

ودخل المسلمون بعد هزيمة الفرس نهاوند، [٣] واحتووا على ما فيها، وجمعوا الأسلاب إلى صاحب الأقباض السائب الأقرع. فبيناهم كذلك، أقبل الهربذ صاحب بيت النار على إتان، فأبلغ حذيفة؟

فقال: «أتؤمننى على أن أخبرك بما أعلم؟» قال: «نعم!» فقال: «إنّ النخيرجان وضع عندي ذخيرة كسرى، وأنا مخرجها لك على أمانى وأمان [٤] من شئت.»


[١] . وفي الطبري: «وايه خرد» (نفس الصفحة) .
[٢] . مط: «فتوغل» وهو خطأ. توقل في الجبل: صعّد فيه.
[٣] . والعبارة في الطبري: «ودخل المسلمون بعد هزيمة المشركين يوم نهاوند، مدينة نهاوند (٥: ٢٦٢٦) .
[٤] . وفي الطبري: أمان، أتان (٥: ٢٦٢٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>