للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودوابّ ومتاع وغير ذلك.

ظفر إبراهيم بسهل المطوّعى

وفى هذه السنة ظفر إبراهيم بن المهدى بسهل بن سلامة المطوّعى فحبسه وعاقبه.

[وكان السبب فى ذلك [١٥٧]]

أنّ عيسى لمّا انهزم، أقبل هو وإخوته وأصحابه نحو سهل بن سلامة، لأنّه كان يذكرهم بأسوأ أعمالهم ويسمّيهم الفسّاق، ليس لهم عنده اسم غيره.

وكان أصحابه- الذين بايعوه على الكتاب والسنّة وألّا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق- وقد عمل كلّ رجل منهم على باب داره برجا بجصّ وآجر، وقد نصب عليه السلاح والمصاحف حتّى بلغوا من الحربية إلى باب الشام سوى من أجابه من الكرخ وسائر الناس. فلمّا قصده عيسى لم يمكنه الوصول إليه. فأعطى أصحاب الدروب التي تقرب منه، الألف درهم والألفى درهم، على أن يتنحّوا له عن الدروب. فأجابوه إلى ذلك وكان نصيب الرجل الدرهم والدرهمان ونحو ذلك.

فلمّا كان يوم السبت لخمس بقين من شعبان تهيّئوا له من كلّ وجه وخذله أهل الدروب حتّى وصلوا إلى مسجده ومنزله. فلمّا رآهم قد وصلوا إليه اختفى منهم وألقى سلاحه واختلط بالنظارة ودخل بين النساء. فدخلوا منزله فلم يظفروا به وأذكوا عليه العيون. فلمّا كان فى الليل أخذوه فى بعض الأزقّة فأتوا به إسحاق بن موسى الهادي وهو ولىّ [١٥٨] عهد عمّه إبراهيم وهو بمدينة السلام، فكلّمه وحاجّه وجمع بينه وبين أصحابه وقال له:

- «حرّضت علينا الناس وعبت أمرنا.»

<<  <  ج: ص:  >  >>