واجتمع بعضهم وأوقدوا النيران وضربوا بالبوقات وأسرجوا الدوابّ وأخذوا السلاح وساروا إلى الصحراء لينقلبوا إلى الباب الذي منه المدخل فإلى أن يفعلوا ذلك فاتهم الغلمان ولم يجدوا غير غليمة أصاغر لا ذنب لهم فقتلوا منهم عدّة ثمّ كفّوا عنهم. وخشي أهل الرأى من حشمه أن تنتهب الخزائن.
فأشار العميد بإحراقها وهدم البنيان عليها فسلم [٤٨٦] المال وأكثر الذخائر لأنّ المتهمين حضروا والنار والدخان ثائره فى الموضع فلم يصلوا إلى شيء.
[هروب ركن الدولة]
وكان ركن الدولة أبو علىّ الحسن بن بويه رهينة عند مرداويج من جهة أخيه علىّ بن بويه عماد الدولة. فلمّا أحسّ بالصورة دارى الموكلين به وضمن لهم ضمانات كثيرة فساعدوه حتّى هرب بعد ليلة من قتل مرداويج.
اتّفاق عجيب اتّفق له فى هربه
لمّا خرج بقيوده إلى الصحراء وجلس ليكسرها أقبلت بغال عليها تبن وعليها أصحابه فنكسهم وركب هو ومن معه البغال وحثّها حتّى سلم وفات الطلب.
[افتراق الأتراك فرقتين]
فأمّا الأتراك فافترقوا فرقتين: أمّا فرقة فسلكوا نحو فارس مستأمنين إلى علىّ بن بويه وفيهم خجخج الذي سملة توزون لمّا ملك العراق. وأمّا فرقة فسلكت الجبل وهي الأكثر عددا وفيهم بجكم الذي ملك الأمر بالعراق وتقلّد إمارة الأمراء بها فى أيّام الراضي وسنذكر من أخباره ما يليق بهذا الكتاب.