يخطئ وجوه الأتراك ووجوه دوابّهم واجتمع عليه أربعة من الفرسان الناشبة جعلوا يرمونه فيخطئونه وجعل يرميهم فلا يخطئ وتتقطّر بهم دوابّهم من رميه. فمضوا وحملوا معهم أربعة من رجّالة المغاربة بالرماح، فداخله اثنان منهم فرمى بنفسه فى الماء ودخلا خلفه فلم يلحقاه وعبر إلى الجانب الشرقي وصيّح بهما وكبّر الناس فرجع جميعهم ولم يصلوا إليه.
[قدوم أبى الساج]
وفى هذه السنة قدم أبو الساج من طريق مكة فى نحو من سبعمائة فارس ومعه ثمانية عشر محملا فيها ستة وثلاثون أسيرا من أسارى الأعراب فى الأغلال فدخل هو وأصحابه بغداد فى زي حسن وسلاح ظاهر فخلع عليه خمس خلع وانصرف إلى منزله.
وقدم أيضا بغداد حبشون ومعه يوسف بن يعقوب قوصرّة مولى الهادي فيمن كان مع موسى بن بغا من الشاكرية وانضمّ [٣٨٧] إليه عامّة الشاكرية المقيمون بالرقّة وهم ألف وثلاثمائة، فخلع عليه خمس خلع وعلى جماعة من الوجوه وانصرفوا إلى منازلهم.
وخلع على أبى الساج ديوداذ وعلى ابن فراشه، وعسكر أبو الساج فى سوق الثلاثاء وأعطى بغالا من بغال السلطان حمل عليها الرجّالة وأمر بالخروج إلى المدائن لضبطها. فحكى أنّ أبا الساج لمّا أمره محمد بن عبد الله بالشخوص إلى المدائن قال له:
- «أيّها الأمير عندي مشورة أشير بها.» قال: «قل يا أبا جعفر فإنك غير متّهم.» قال: «إن كنت تريد أن تجادّ هؤلاء القوم فالرأى لك ألّا تفارق قوّاده ولا تفرقهم، واجمعهم حتّى تفضّ هذا العسكر الذي بازائك، فإنك إذا فرغت من