وكان فى نفسه أن يملك بغداد ويعقد التاج على رأسه ويعيد ملك الفرس فعوجل بالقتل. فسار عسكره كلّه كما ذكرنا مع شيرج والشابشتى وابن وهبان من السوس إلى الرىّ على طريق شابرخواست والكرج يريدون وشمكير أخاه ما عارضهم معارض ولا أقدم أحد على منابذتهم والإفساد عليهم. ولمّا حصلوا بها بايعوه واستوزر وشمكير ابن وهبان وشكر له حسن تصرّفه لأخيه بالأهواز.
وكان مرداويج يوم قلّده الأهواز أرزقه ألفى دينار فى الشهر وقال له:
- «إن نصحت وأدّيت الأمانة استوزرتك بالحضرة ونصّبت الرايات بين يديك إلى باب نصيبين، وإن خنتني وشرهت نفسك فإنّ كركرتك كبيرة ومعدتك عظيمة والحلاوات بالأهواز كثيرة فهذا دشنى ترى انبساطه وحدّه والله لاشقنّ به بطنك هذه [٤٨٩] الكبيرة.» فقال له:
- «ستعلم أيّها الأمير كيف أنصح وأؤدّى الأمانة وأنّى مستحقّ لاصطناعك.» وكان هذا الرجل من أهل البصرة وله أب قصبانى وإنّما تقلّد فى أيّام ابن الخال همذان. فلمّا انهزم ابن الخال من وقعة مرداويج وقصد الحضرة لانتزاع الرئاسة من محمّد بن ياقوت وجرى عليه ما جرى حصل مرداويج بهمذان ووقع فى يده ابن وهبان فعفا عنه واستعمله فنفق عليه.
وكانت كتب مرداويج ترد على ابن وهبان أن يعدّ له ايوان كسرى منزلا إذا تقدّمه إلى الحضرة ويعمّره ويعيده كهيئته قبل الإسلام وأنّه معتقد للمقام