وقد كان سيف الدولة كتب إلى قرعويه ألّا يخرج إلى أنطاكية فانهزم قرعويه وعاد إلى حلب وانصرف سيف الدولة من الفداء ودخل حلب وأقام بها ليلة وخرج من غد فواقع دزبر وأسر دزبر وابن الأهوازى فى ضيعة فى طريق بالس يعرف بتسعين، فانهزم أصحاب دزبر وأسر دزبر ومضى ابن الأهوازى فطرح نفسه فى بيوت بنى كلاب فوجّه إليهم سيف الدولة يطالبهم به ووهب لهم ثلاثين ألف درهم فسلّموه إليه [٢٧٦] وقتل دزبر واعتقل ابن الأهوازى مدّة.
ثمّ خرج ملك الروم إلى الشام واشتغل سيف الدولة به وأمر بإحضار ابن الأهوازى فقتل بحضرته.
معزّ الدولة يقبل المال ويردّ الثياب
وفى هذه السنة أنفذ أبو تغلب ابن ناصر الدولة إلى الأمير معزّ الدولة شيئا كثيرا من المال والثياب التي كانت أخذت بالموصل وقت القبض على بكتوزون فأمّا المال فإنّه قبله وأمّا الثياب فإنّه ردّها عليهم وقال:
- «لعلّ فيها شيئا استحسنتموها وقد وهبتها لكم.» وكانت لها قيمة عظيمة ولكنه ترفّع عن ارتجاعها.
[ودخلت سنة خمس وخمسين وثلاثمائة]
[بنو سليم يقطعون الطريق على قافلة عظيمة]
وفيها ورد الخبر بأنّ بنى سليم قطعوا الطريق على قافلة المغرب ومصر والشام الحاجّة إلى مكة فى سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وكانت قافلة عظيمة وكانت فيها من الحاج والتجار والمنتقلين من الشام إلى العراق هربا