[اجتماع الحسين وأصحابه إلى محمد بن جعفر لمبايعته بالخلافة]
وبلغهم أنّ أبا السرايا قتل، وطرد من كور العراق كلّها الطالبيّون، وأنّ الولاية رجعت بها لولد العباس. فعلم حسين أنّه لا ثبات له ولا لأصحابه لسوء السيرة التي ظهرت منهم. فاجتمعوا إلى محمد بن جعفر بن محمد الصادق وكان شيخا ودعا [١] يروى العلم عن أبيه جعفر بن محمد عليه السلام، وينتابه الناس فيكتبون عنه، وكان له سمت وزهد، وفارق ما كان عليه أهل بيته، فكان محبّبا فى الناس. فلمّا اجتمع إليه حسين وأصحابه قالوا له:
- «قد تعلم حالك فى الناس، فأبرز شخصك نبايع لك بالخلافة، فليس يختلف عليك اثنان.» فأبى إباء شديدا. فلم يزل به ابنه علىّ وحسين بن حسن الأفطس حتّى غلبا الشيخ [١٣٨] على رأيه فأجابهم. فأقاموه يوم الجمعة فبايعوه بالخلافة، وحشروا إليه الناس من أهل مكّة والمجاورين، فبايعوه وسمّوه: أمير المؤمنين. فأقام شهورا ليس له من الأمر إلّا اسمه، وابنه علىّ وحسين وجماعة معهما أسوأ ما كانوا سيرة.
فوثب حسين بن حسن على امرأة من قريش ولها زوج، وكانت ذات جمال بارع. فانتزعها وأخاف زوجها حتّى توارى، واغتصبها نفسها بعد أن كسر عليها بابها وحملت حملا إلى حسين.
ووثب علىّ بن محمد وهو ابن أمير المؤمنين محمد بن جعفر على غلام