للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلمّا وردا امتثلا الأمر وطويا عنه ما حضرا فيه وأدّياه إلى بختيار وحده على انفراد به فاستوحش ابن بقية استيحاشا شديدا واتهم أنّه التمس القبض عليه وتسليمه إليه عوضا عن الغلام وأنّ بختيار يفعل ذلك لشغفه به فهمّ بالقبض على الرسولين جميعا ومكاشفة بختيار وأن يظهر العصيان.

وكان نازلا من واسط فى الجانب الغربي ومعه المال والسلاح والثياب والآمال متعلقة به [٤٧٢] وبختيار فى الجانب الشرقي خال من ذلك كلّه وإنّما كان ابن بقية يجرى عليه قوته ويعوله كما يعال من لا أمر له وعمل على أن يراسله باعتزال التدبير وأن يصعد إلى بغداد ويخلّى بينه وبين الحرب فإن فعل وإلّا جاهر وطرده وكان ذلك ممكنا منه لو أمضاه. فعدل بختيار إلى تلافيه والرفق به وأظهره على الرسالة المطوية عنه وسكّن [١] نفسه وطيّب قلبه وأراه أنّه راجع إلى رأيه ومتدبر بتدبيره وغير خارج عن إرادته إلى أن تمّ له القبض عليه.

ذكر السبب فى قبض بختيار على ابن بقيّة

كان ابراهيم بن إسماعيل صاحب بختيار تمكن منه ووثق به صاحبه وكان نقيبا خاملا فتقدم عنده إلى أن استحجبه وذلك بعد رحيل عضد الدولة إلى فارس. ولما اطّلع على الحال التي عليها ابن بقية من التنكر أعلم بختيار أنّه على خطر من وثبة يثبها عليه إشفاقا على نفسه وانتهازا لفرصته مع تمكنه من الجند والمال فقال له بختيار:

- «إنّى أخاف شغب الجند وأن يستنقذوه من يدي ويطالبونى بالأموال.» فتضمن له ألّا يجرى شيء من ذلك وإن جرى كان عليه أن يسكنهم


[١] . فى مط أيضا: سكّن. ما فى الأصل: سكنت/ سكّن (كلمة واحدة) بتغيير من الكاتب. والمثبت فى مد: سكنت.

<<  <  ج: ص:  >  >>