للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويرضيهم بما يوجد من أموال ابن بقية وأسبابه وأطمعه فى كثرتها وفى أن تسفر الحال فى القبض عليه فيما بينه وبين عضد الدولة ويصير ذاك طريقا إلى انعطافه وصلاح رأيه وأشار عليه ألّا يستوزر وزيرا بعده [٤٧٣] وأن يقرّ الكتّاب على أعمالهم ودواوينهم ويخرج أبا العلاء صاعد بن ثابت [١] من محبسه فيردّ إليه استخراج الأموال والاستيفاء على العمال من غير وزارة.

فقبل بختيار مشورته وأطلع بختكين آزاذرويه عليها فاستصوبها وكان فى ضنك شديد حتى إنّه احتاج إلى الثلج فالتمس من ابن بقية ثلجا فحمل إليه ثلاثين رطلا ووجد فى خزانة شرابه يوم القبض عليه ستة آلاف رطل كان أعدّها لسماط يتخذه للجند.

فلمّا كان وقت العصر من ذى الحجة سنة ستّ وستّين وثلاثمائة عبر ابن بقية فى زبزبه إلى بختيار فوجه فى الوقت جماعة قبضوا على الحسن بن بشر [المعروف] [٢] بابن الراعي صاحبه فحين حصل فى أيديهم أمر بالقبض على ابن بقية من غير أن يصل إليه وقبض على جميع ما وجد له من مال وكراع واستخلص أبا العلاء صاعد بن ثابت من محبسه وكان أمر ابن الراعي بقتله فى الليلة المقبلة فكفاه الأجل والمقدار. ووجد فى حبس ابن بقية صاحبه المعروف بالكراعى وكان صادره ولم يبق فيه بقية، فأطلقه بختيار وسلّم إليه ابن الراعي ليطالبه ثم أخذ من يده فاستوحش الكراعى وهرب إلى البطيحة.

فتحرك الجند بعد أيام يسيرة من القبض على ابن بقية وطالبوا بأموالهم وعرّضوا بذكره والتأسف عليه فهمّ [٤٧٤] بختيار بقتله فى الوقت فلمّا تفرق الجند عنه أنفذه فى الليل مقيّدا إلى بغداد موكّلا به وأخرج معه أبا العلاء


[١] . وزاد فى مد: النصراني (بين المعقوفتين) .
[٢] . فى الأصل ومط: ابن الراعي. وما بين المعقوفتين اقتراح من مد، لتكرّر الكلمة فيما بعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>