للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ظهور أخ للحسين بن زكرويه صاحب الشامة]

وفيها ظهر أخ للحسين بن زكرويه صاحب الشامة فى طريق الفرات، واجتمع إليه نفر من الأعراب فسار إلى ناحية دمشق [٤٥] على طريق البرّ، فعاث وسلك سبيل أخيه فندب للخروج إليه الحسين بن حمدان، فخرج فى جماعة من الجند. ثمّ ورد الخبر بمصير هذا القرمطى إلى طبريّة وأنّ أهلها امتنعوا عليه فحاربهم فقتل عامّة من بها من الرجال والنساء ونهبها.

وكان لهم داعية بنواحي اليمن فصار إلى مدينة صنعاء فحاربه أهلها فظفر بهم وقتلهم ولم يفلت منهم إلّا القليل وتغلّب على سائر مدن اليمن.

ثمّ إنّ زكرويه بن مهرويه [١] بعد ما قتل ابنه صاحب الشامة أنفذ صاحبا له معلّما كان يعلّم الصبيان يسمّى: عبد الله بن سعيد ويكنّى: أبا غانم فتسمّى:

نصرا ليعمّى أمره. فاستغوى طائفة من بطون كلب وقوم من بنى العليص، فقصد دمشق وأحمد بن كيغلغ يحارب ابن الخليجي الذي ذكرنا أمره.

فاغتنم ذلك عبد الله وسار إلى مدينتي بصرى وأذرعات من كور حوران والبثنيّة، [٢] فحارب أهلها ثمّ آمنهم. فلمّا استسلموا له قتل مقاتلتهم وسبى ذرارّيهم وأخذ أموالهم. فقصدوا طبريّة فواقعهم عامل أحمد بن كيغلغ فكسروه، ثمّ بذلوا الأمان، فلمّا سكن إليهم [٤٦] غدروا به وقتلوه وانتهبوا مدينة الأردن وسبوا النساء والصبيان وقتلوا الرجال.

واتصل بهم مسير الحسين بن حمدان نحوهم فخرجوا نحو السماوة وتبعهم الحسين فى برّيّة السماوة وهم ينتقلون من ماء إلى ماء ويعورونه حتّى انقطع الحسين عن اتباعه لعدم الماء فعاد إلى الرحبة وأسرى القرامطة إلى هيت،


[١] . انظر الطبري (١٣: ٢٢٥٦) .
[٢] . فى مط: والسنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>