للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن مواضعهم خوفا منهم.

وخرج صمصام الدولة بنفسه إليهم فلقوه بالغلظة ولقيهم بالرفق واشتدوا عليه ولان لهم وأجابهم إلى ملتمساتهم وسكنوا وعادوا إلى مواضعهم بفسا [١] فاستولوا على إقطاعات الحواشي جميعها.

ومضت على ذلك مدّة وزاد الأمر على صمصام الدولة فى انقطاع المواد عنه واجتماع الديلم عنده ومطالبتهم له، فضاق بهم ذرعا.

[ذكر رأى خطأ لم تحمد عواقبه [٤٤٠]]

أشار على صمصام الدولة نصحاؤه بعرض الديلم فى جميع الأعمال وإمضاء كل من كان صحيح النسب أصيلا وإسقاط كل من كان متشبها بالقوم دخيلا والاتساع بما ينحلّ من الإقطاعات عنهم بهذا السبب فعمل هذا القول فيه وعزم على العمل به وتقدّم إلى مدبرى أمره بذلك فقيل له: إنّ ديلم فسا يتميزون بكثرة العدد وشدة البطش ولا يقدر على عرضهم إلّا أبو جعفر أستاذ هرمز بن الحسن فإنّ له معرفة بالأنساب والأصول وهيبة فى العيون والقلوب.

فاستقرّ الأمر على استدعائه من كرمان وإخراج أبى الفتح أحمد بن محمد بن المؤمل ليقوم مقامه بها ففعل ذلك وعاد أبو جعفر فأخرج إلى فسا. فلمّا حل بها وأظهر ما رسم له وبدأ بالعرض ومسير [٢] الصفاء من الأوباش. فما استتم العرض حتى سقط بها ستمائة وخمسين رجلا وفعل أبو الفتح ابن المؤمل مثل ذلك فأسقط نحو أربعمائة رجل.

وحصل هؤلاء المسقوطون [٣] وهم أرباب أحوال وأولو قوة وبأس


[١] . وفى الأصل: نفسا.
[٢] . لعله: وميز.
[٣] . كذا فى مد: المسقوطون، بدل «المسقطين» .

<<  <  ج: ص:  >  >>