للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكان فى جملتها [١] فرس أدهم حسن الصورة فأعجبه وأمر بإسراجه وعزم على ركوبه والتصيّد فى ذلك اليوم.

فدخل إليه منجّمه فنهاه عن الركوب فخالفه. فلمّا أصحر عارضه خنزير قد أفلت من أصحابه وقد رمى بحربة [٢٩٨] فثبتت فيه فحمل الخنزير على وشمكير وهو كالغافل فضربه وفرسه، فشبّ الفرس وسقط وشمكير على دماغه فخرج من أنفه وأذنيه دم وحمل ميّتا وذلك يوم السبت فى أوّل يوم المحرّم سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.

وقد كان بختيار عزّ الدولة اجتهد فى إخراج سبكتكين مع جيش كثيف على الرسم فامتنع سبكتكين عليه فأوحشه بذلك واضطرب بختيار لأنّه لم يجد من يطيعه فى الخروج إلى أن انتدب ألفتكين وقد كان يتلو سبكتكين فى المرتبة وأحبّ أن يظهر فى تلك الحالة فضلا وحسن طاعة للمنافسة التي كانت بينه وبين سبكتكين، فضم إليه جيشا وورد الرىّ وقد استغنى عنه فعاد.

[ذكر سوء تدبير بختيار لمملكته ولنفسه حتى فسد جنده وطمعوا فيه ثم طمع أعداؤه أيضا فيه وأفضى أمره إلى الهلاك]

كان أبوه معزّ الدولة حين أيقن بالتلف وصّاه بطاعة ركن الدولة واستشارته فى كلّ ما يعرض له من مهمّ، وكذلك بطاعته لابن عمّه عضد الدولة لأنّه أسنّ منه وأقوم بالسياسة. ووصّاه بإقرار كاتبيه أبى الفضل العباس بن الحسين وأبى الفرج محمّد بن العباس فإنّهما أكفى من غيرهما وأعرف بوجوه الخدمة.


[١] . كذا فى الأصل ومط: جملتها. والمثبت فى مد: جملها.

<<  <  ج: ص:  >  >>