[ذكر رأى سديد وقع لعبد العزيز بن يوسف أمن به ما خاف وقوعه]
وذلك أنّه غلّس فى صبيحة تلك الليلة إلى الدار وجلس فى الدهليز وراعى قيام صمصام الدولة من منامه وانتظر حضور على ابن أبى على الحاجب وكان له صديقا.
فلمّا حضر الحاجب خرج إليه عبد العزيز بما فى نفسه وسأله الاستئذان له على خلوة قبل كل أحد فدخل الحاجب وأعلم صمصام الدولة بحضوره فإذن له. فلمّا حضر قبّل الأرض وبكا بكاء شديدا وقال:
- «قد خدمت عضد الدولة وخدمتك ولم تعهد منى إلّا الصدق والمناصحة.» وحلف بطلاق صاحبته أخت أبى منصور وبالأيمان المغلظة إن كان عرف خبر أبى منصور فيما عمل عليه من الهرب أو شاوره فيه.
فسكن منه صمصام الدولة وخاطبه بما طابت نفسه به وانصرف من بين يديه وقد زال إشفاقه وخوفه.
وحضر من الغد ابن سعدان وأشار إلى أبى القاسم عبد العزيز فى هرب [١٤٦] أبى منصور فى أثناء كلامه إشارة لم يتقبلها منه صمصام الدولة وقال:
- «أبو القاسم بريء من هذا الأمر ولا علقة له فيه.» فأمسك حينئذ ابن سعدان وزادت العداوة بينهما وجدّ أبو القاسم فى إفساد حال ابن سعدان حتى تمّ له القبض عليه والانتصاب فى مكانه حتى يأتى شرح ذلك من بعد بإذن الله تعالى.