الإمارة مع سبعين رجلا من خاصّته وسألهم أن يفرجوا له عن الطريق ليسلم الديلم إليهم، فأجابوه إلى ذلك.
[ذكر مكيدة عملها أبو جعفر سلم بها فى انحداره]
وواعدهم فى خروجه يوما معلوما واستظهرهم عليه، وكانوا أجمعوا أمرهم على أن يأخذوه يوم مسيره. فاستذمّ أبو جعفر من علىّ بن المسيب وأنفذ إليه كراعه ليسير من عنده. ثمّ جمع سفنا حطّ فيها رحله وصناديقه وسلاحه وأصحابه، فجاءة وانحدر قبل اليوم الموعود وما عرفوا خبره إلّا بعد انحداره، فتبعوه ودافعهم عن نفسه حتى خلص ووصل إلى [٣٩٩] مدينة السلام.
[ذكر ما جرى عليه الأمر بالموصل بعد انحدار أبى جعفر]
لمّا خرج أبو جعفر من البلد تقدّم المقلّد إلى أصحابه بالدخول، وعمل علىّ ابن المسيّب فى الرحيل. فحسّن له أبو الفضل طاهر بن منصور وكان كاتبه ووزيره وجماعة من أصحابه أن يلتمس من المقلّد مشاركته فى البلد، فتذمّم علىّ من ذلك حياء من أخيه فقالوا له:
- «إذا كان البلد لأخيك كان هو الأمير وكنت أنت الصعلوك.» وما زالوا به حتى راسلوه واستقرّت الحال بينهما تذكرة من المقلّد على إقامة خطبة لهما جميعا وتقديم علىّ بحكم الإمارة وإقامة عامل من قبلهما لجباية الأموال وجرى الأمر على ذلك مديدة.