أحبّ المعتصم أن يبكّت الأفشين ويناظره ولم يكن بعد فى الحبس الشديد. فأخليت الدار إلّا من ولد المنصور وأحضر قوم من الوجوه وحضر أحمد بن أبى دؤاد [٢٩٧] وإسحاق بن إبراهيم بن مصعب ومحمد بن عبد الملك الزيّات، فأتى بالأفشين وأتى بمازيار والموبذ والمرزبان بن تركش وهو أحد ملوك السغد ورجلين من أهل السغد، وكان المناظر له محمد بن عبد الملك الزيّات.
بين محمد الزّيات والأفشين
فدعا محمد بن عبد الملك بالرجلين وعليهما ثياب رثّة. فقال لهما:
- «ما شأنكما؟» فكشفا عن ظهورهما، فإذا هي عارية من اللحم فقال محمد:
- «أتعرف هذين الرجلين؟» فقال: «نعم، هذا مؤذّن وهذا إمام، بنيا بأسروشنه مسجدا فضربت كلّ واحد منهما ألف سوط، وذلك أنّ بيني وبين ملوك السغد عهدا وشرطا أن أترك كلّ قوم على دينهم، فوثب هذان على بيت لهم كان فيه أصنامهم فأخرجا الأصنام واتخذاه مسجدا، فخفت أن ينتقض علىّ أمر تلك البلدان فضربتهما على ذلك لتعدّيهما.» فقال محمد:
- «ما كتاب عندك قد زيّنته بالحرير والجوهر والديباج فيه الكفر بالله عزّ وجلّ.»