للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر السبب فى هزيمة تكين والظفر به بعد استعلائه]

كانت العرب على كثرة عددهم فى عسكر الصيمري ينقضون صفوف الديلم ولا يصدقون اللقاء فقال لهم الصيمري:

- «اعتزلوا عنّا ولا تدخلوا بيننا وانظروا فإن انهزم واحد منهم فاتبعوه وإن ثبت فدعونا وإيّاه ما دام ثابتا واعلموا أنّكم إذا قربتم منّا واختلطتم بمصافنا بدأنا بكم قبل أعدائنا» .

ففعلوا واعتزلوا وصبر الفريقان وحمل الأتراك حملات شديدة ثبت لها الديلم ثم وثبوا فى وجوه الأتراك فلمّا ولّوا حمل عليهم العرب ووضعوا [١] الرماح بين ظهورهم ونكّسوهم فأكثروا القتل والأسر.

ثم استأسر [١٥٠] جنود تكين الشيرزادى فتقرّبوا به إلى ناصر الدولة فسمله [٢] للوقت وأنفذه إلى قلعة من قلاعه وسار ناصر الدولة وأبو جعفر إلى الموصل فنزل الصيمري فى الجانب الشرقي بإزاء الموصل ودخل إليه ناصر الدولة وحصل عنده فى خيمته وخرج من عنده وعبر إلى الموصل ولم يعد إليه بعدها.

فحكى عن ناصر الدولة أنّه قال:

- «لمّا حصلت مع أبى جعفر الصيمري فى خيمته ندمت وعلمت أنّى قد أخطأت وغررت فبادرت إلى الانصراف.» وحكى عن الصيمري أنّه قال:

- «لمّا خرج من عندي ناصر الدولة ندمت على تركي القبض عليه


[١] . فى مط: وقصعوا.
[٢] . فى مط: فسلمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>