للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت أمّه أمّة لإبراهيم بن الأشتر، أصابها محمد بن مروان بن الحكم يوم قتل ابن الأشتر، فأخذها من ثقله وهي نس، [١] فولدت مروان على فراشه. ولمّا بويع أبو العبّاس دخل عليه ابن عياش المنتوف فقال:

- «الحمد لله الذي أبدلنا بحمار الجزيرة وابن أمة النخع، ابن عمّ رسول الله وابن عبد المطلب.» وفى هذه السنة خلع أبو الورد أبا العبّاس بقنّسرين، فبيض وبيّضوا معه.

ذكر الخبر فى تبييض أبى الورد وانتقاض تلك النواحي كلّها وما آل إليه أمرهم

كان سبب ذلك أنّ أبا الورد واسمه مجزأة بن الكوثر بن زفر بن الحارث الكلابي كان من أصحاب مروان وفرسانه وقوادّه، فلمّا هزم مروان وأبو الورد بقنّسرين قدمها عبد الله بن علىّ، فبايعه فدخل فيما دخل فيه الناس من الطاعة وكان ولد مسلمة بن عبد الملك مجاورين له ببالس والناعورة، فقدم بالس قائد من قوّاد عبد الله بن علىّ [٣٤٠] من الأزاذ مرديّة [٢] فى مائة وخمسين فارسا، فتعرّض لنساء مسلمة بن عبد الملك وعبث بولد مسلمة، فشكا بعضهم ذلك إلى أبى الورد وذكّره الحقّ والحرمة فخرج من مزرعة له تعرف بخساف فى عدّة من أهل بيته حتّى هجم على ذلك القائد وهو نازل حصن مسلمة، فقاتله حتّى قتله ومن معه، وأظهر التبييض والخلع، ودعا أهل قنّسرين إلى ذلك، فتسارعوا إليه، وبيّضوا بأجمعهم وعبد الله بن علىّ مشغول. بحرب ابن حبيب


[١] . فى الأصل وآ: نس. فى مط: نسر. فى الطبري (١٠: ٥١) : وهي تتنيّق.
[٢] . كذا فى الأصل وآ: أزاذمرديّة. فى الطبري (١٠: ٥٢) : أزار مردين. وفى حواشي الطبري عن المقدسي: إزار: هزار.

<<  <  ج: ص:  >  >>