للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المدينة. ويقال: إنّ السبب كان [٤٥٧] فى إخراج التّجار من المدينة إلى الكرخ وما قرب منها أنّه قيل لأبى جعفر: إنّ الغرباء وغيرهم يبيتون فيها ولا يؤمن أن تكون فيهم جواسيس أو تفتح أبواب المدينة ليلا لموضع السوق، فأمر بإخراج السوق من المدينة وجعلها للشرط والحرس. وبنى للتجّار باب الكرخ، وباب الشام، وطاق الحرّانى، وباب الشعير، وباب المحوّل. ولمّا طاف أبو جعفر مدينته وأبنيتها استحسن الجميع واستنظفه، غير أنّه استكثر النفقة، وكان مبلغ ذلك على ما وجد فى خزائن المنصور ودواوينه أنّه أنفق على مدينة السلام ومسجد جامعها [١] وقصر الذهب والأسواق والفصلان والخنادق وقبابها وأبوابها أربعة ألف [٢] درهم وثمانمائة درهم وثلاثة وثلاثون درهما، ومبلغها من الفلوس مائة ألف [٣] فلس وثلاثة وعشرون ألف فلس، وذلك أنّ الأستاذين البنّائين كان الرجل منهم يعمل يومه بقيراط فضّة، والروز جارين [٤] بحبّتين إلى الثلاث حبّات، وذلك لرخص الأسعار وعوز الفضّة، لأنّ المنصور حصّل الأموال فى خزائنه. [٤٥٨]

ثمّ دخلت سنة سبع وأربعين ومائة

وفى هذه السنة، كان مهلك عبد الله بن علىّ عمّ أبى جعفر. ذكر السبب فى ذلك

حجّ أبو جعفر سنة سبع، بعد تقدمته المهدىّ على عيسى بن موسى وسنذكر


[١] . كذا فى الأصل وآ: ومسجد جامعها. فى الطبري (١٠: ٣٢٦) : وجامعها.
[٢] . فى الطبري: آلاف ألف.
[٣] . فى الطبري: ألف ألف. آومط والأصل فى كلا الموضعين: أربعة آلاف درهم.
[٤] . فى الطبري: والروز كارى.

<<  <  ج: ص:  >  >>