للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأتراك خلق كثير ووجّه برؤوسهم إلى ابن طاهر وكاثرهم الناس حتّى أخرجوهم من بغداد بعد أن قتل منهم خلق كثير. فلمّا انصرفوا وكّل بغا بالباب من يحفظه ووجّه فى حمل الآجر والجصّ وأمر بسده.

وفيها وافى بغداد بالفردك بن ابرنكجيل [١] الأسروشنى فأمر له محمد بن عبد الله بفرض وضمّ إليه رجالا من الشاكرية وأمر أن يعسكر بالكناسة ويجمع مع المظفر بن سيسل [٢] بالياسرية فى ضبط تلك الناحية ويكون أمرهما واحدا فاختلفا وكتب كلّ واحد [٣٩٦] منهما يشكو الآخر ويستعفى من المقام بالكناسة فأفرد بالموضع بالفردك وأعفى المظفّر.

[مقتل بالفردك]

وفى آخر ليلة بقيت من شهر رمضان من هذه السنة قتل بالفردك.

ذكر السبب فى ذلك كان سبب قتله أنّ أبا نصر ابن بغا لمّا غلب على الأنبار وهزم جيوش ابن طاهر من تلك الناحية فأجلاهم [عنها] بثّ خيله ورجاله فى أطراف بغداد وصار إلى قصر ابن هبيرة وبها نجوبه بن قيس من قبل ابن طاهر، فهرب منه من غير قتال. ثمّ صار أبو نصر إلى نهر صرصر واتصل بابن طاهر خبره وخبر وقعة كانت بين أبى الساج والأتراك بجرجرايا وخذلان من معه إيّاه ندب بالفردك إلى اللحاق بأبى الساج والمصير إليه بمن معه، فسار فى أصحابه لليلتين بقيتا من شهر رمضان فسار يومه وصبّح المدائن فوافاها مع موافاة الأتراك وبالمدائن أصحاب إبن طاهر، فقاتلهم الأتراك فانهزموا ولحق


[١] . فى الأصل غموض وما فى الطبري أغمض. انظر الطبري (١٢: ١٦٢٣) .
[٢] . انظر الطبري (١٢: ١٦٢١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>