وفى هذه السنة [١] تمّ الفداء بين المسلمين وصاحب الروم واجتمع [٣١٤] المسلمون والروم على نهر يقال له اللامس على مسيرة يوم من طرسوس.
وأمر الواثق بامتحان أهل الثغور فى القرآن، فقالوا جميعا بخلقه إلّا أربعة نفر فأمر الواثق بضرب أعناقهم. وأمر لأهل الثغور بجوائز على ما رآه خاقان، وكان خادم الرشيد نشأ بالثغر وكان ورد رسول ملك الروم فى طلب المفاداة وكان جرى بينهم اختلاف فى الفداء قالوا:
- «لا نأخذ فى الفداء عجوزا ولا شيخا ولا صبيّا. ثمّ رضوا عن كلّ نفس بنفس فوجّه الواثق فى شراء من يباع ولم يتمّ العدّة فأخرج الواثق من قصره عجائز روميات وغيرهم حتّى تمّت العدّة.» وأمر الواثق بامتحان الأسارى. فمن قال بخلق القرآن فودى به ومن أبى ترك فى أيدى الروم.
وأمر أن يعطى جميع من فودى وقال بخلق القرآن دينارا فبلغ عدّة من فودى به أربعة آلاف وستمائة إنسان فيهم من أهل الذمة نحو أربعمائة.
ولمّا جمعوا الفداء وقف المسلمون من جانب النهر الشرقي والروم من الجانب الغربي وعقد جسر على النهر للمسلمين وجسر آخر للروم.
قال: فكنّا نرسل الرومي على جسرنا ويرسل الروم المسلم على جسرهم [٣١٥] فيصير هذا إلينا وذاك إليهم.
وفى هذه السنة مات أبو عبد الله ابن الأعرابي الراوية وهو ابن ثمانين سنة.