للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصحابه حتّى استمالهم وكثر فى أصحابه منهم وكان يفوّقهم على أصحابه ويأمر بالإحسان إليهم حتّى فتح المدينة وهدم أسوارها وحوى ما فيها.

ذهاب الموفّق إلى الأهواز للإيقاع بالمهلّبى

ثمّ رحل نحو الأهواز بعد أن أحكم ما أراد إحكامه ليوقع بالمهلّبى واستخلف على عسكره بواسط ابنه هارون وشخص فى خفّ من رجاله وتقدّم إلى ابنه هارون فى أن يحدر الجيش الذي خلفه فى السفن إذا كاتبه بذلك وسار حتى أتى وادي السوس وقد عقد له عليه جسر فعبره ووافى [٥٢٧] السوس وكاتب مسرورا فى المبادرة إليه فقدم عليه فى جيشه فخلع عليه وعلى قوّاده وأقام ثلاثا.

وصلّت خيل الخبيث وانتقض عليه تدبيره فحمله فرط الهلع على أنّ كاتب المهلّبى وهو يومئذ بالأهواز فى ثلاثين ألفا بترك ما قبله كلّه والإقبال إليه. فترك ما كان جمعه من المير والأموال والأثاث وصار إليه، واستخلف محمد بن يحيى بن سعيد الكرنبائى، فوجل من المقام وخرج يتبع المهلّبى وكان يجبّى والأهواز يومئذ من أصناف الحبوب والتمر والمواشي شيء عظيم. فخرجوا عن ذلك كلّه جبنا وإدبارا فحوى جميعه الموفّق. فصار قوّة على الخبيث ولو أراد جمع ذلك فى ذلك الوقت ما قدر على شيء منه.

وكتب أيضا الخبيث إلى بهبوذ وإليه يومئذ عمل الفندم والباسيان وما يتصل بهما من القرى التي بين الأهواز وفارس يأمره بالقدوم عليه. فترك بهبوذ أيضا ما كان قبله من التمر والطعام وكان شيئا عظيما فحوى جميعه أبو أحمد وقوى به على الخبيث.

وتخلّف عن المهلّبى قوم من الفرسان والرجّالة وكتبوا إلى أبى أحمد يسألونه الأمان لما انتهى إليهم [٥٢٨] عفوه عن من ظفر به بطميشا فبذله لهم

<<  <  ج: ص:  >  >>