للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عيس بن موسى يندب لقتال محمد]

وندب أبو جعفر عيسى بن موسى لقتال محمّد وقال:

- «لا أبالى أيّهما قتل صاحبه.» وضمّ إليه أربعة آلاف من الجند. وكان أبو جعفر دعا جعفر بن حنظلة البهرائى [١] وكان أبرص طوالا أعلم الناس بالحروب، وقد شهد مع مروان حروبه. فقال له:

- «يا جعفر، قد ظهر محمّد فما عندك؟» قال: «وأين ظهر؟» قال: «بالمدينة.» قال: «فاحمد الله، ظهر حيث لا مال ولا رجال ولا سلاح ولا كراع. ابعث مولى لك تثق به حتّى ينزل بوادي القرى فيمنعه ميرة الشام فيموت مكانه جوعا.» ففعل ولمّا دنا عيسى بن موسى حفر محمد خندق النبىّ، صلّى الله عليه، الذي كان حفره للأحزاب، وركب إليه وعليه قباء أبيض ومنطقة [٤١٩] وركب معه الناس، فلمّا أتى الموضع نزل فيه، فبدأ هو فحفر بيده فأخرج لبنة من خندق رسول الله، صلّى الله عليه، فكبّر وكبّر الناس معه وقالوا:

- «أبشروا بالنصر، هذا خندق جدك رسول الله صلّى الله عليه.» ويقال: إنّه اجتمع مع محمّد جمع لم ير أكثر منه، حتّى قال عثمان بن محمّد الزبيري:

- «إنّى لأحسبنا كنّا مائة ألف.» فلمّا قرب عيسى خطبنا فقال:


[١] . كذا فى الأصل: البهرائى. فى الطبري (١٠: ٢٢٣) وآ: الطبراني، ومهمل ما فى مط.

<<  <  ج: ص:  >  >>